تأمين تطوير البرمجيات

يعد التطوير الآمن ضرورة أساسية لأي شركة تقوم بإنشاء برامج، سواء لاستخدامها الخاص أو لاستخدام الآخرين. تركز مبادئ DevSecOps على أتمتة عمليات أمن المعلومات وإدخال تدابير الأمان في وقت مبكر من تطوير البرامج. يعد DevSecOps مهمًا للغاية هذه الأيام، حيث أفاد أكثر من 99% من المتخصصين في التكنولوجيا، وفقًا لاستطلاعات الرأي الأخيرة، أن التطبيقات في الإنتاج تحتوي في المتوسط ​​على أكثر من أربع نقاط ضعف.

كشفت دراسة أجراها معهد بونيمون وريزيليون أن 78% من المشاركين في الاستطلاع يستغرقون أكثر من ثلاثة أسابيع لمعالجة الثغرات الأمنية عالية الخطورة في أنظمتهم. وعلاوة على ذلك، قال 30% إن إدارة هذه الثغرات الأمنية بفعالية تستغرق منهم أكثر من خمسة أسابيع. أصبحت الثغرات الأمنية في التطبيقات الآن نقطة دخول رئيسية لهجمات برامج الفدية، وأفاد 76% من مديري تكنولوجيا المعلومات أنهم تعرضوا لهجوم واحد على الأقل من هجمات برامج الفدية خلال الأشهر الـ 24 الماضية.

ولكن من أين تنشأ هذه الثغرات؟ أولاً، تنشأ غالباً من ممارسات التطوير، مثل استخدام هياكل برمجة غير آمنة أو مكونات تابعة لجهات خارجية، وغالباً ما تكون أطر عمل ومكتبات مفتوحة المصدر. وقد يلجأ المطورون أيضاً إلى إدراج اختصارات لتسريع عملية التطوير. وثانياً، قد تؤدي القيود الزمنية إلى مراجعات سريعة للكود تركز أكثر على الوظيفة بدلاً من تحليل الجودة الشامل للسلامة. وأخيراً، يساهم الاستخدام الواسع النطاق للبرمجيات القديمة (القديمة)، المعروفة بثغراتها والتي غالباً ما يصعب أو يستحيل تحديثها، في هذه المشكلة.

المراحل الرئيسية لتطوير البرمجيات الآمنة

يساعد استخدام DevSecOps في ضمان المستوى الصحيح من الأمان طوال مرحلة التطوير وعمر البرنامج بالكامل. تركز هذه الطريقة أيضًا على تحديد المخاطر وإدارتها. من خلال تنفيذ عمليات تطوير آمنة، يكون هناك عادةً انخفاض بنسبة 80% في الثغرات الأمنية. دعنا نستكشف أهم مراحل هذه العملية، والتي يتم توضيحها من خلال نهج دورة حياة تطوير الأمان (SDL)، الذي تبنته العديد من الشركات الكبرى على مستوى العالم على نطاق واسع.

التدريب

يتلقى كل من يشارك في تطوير البرامج، بما في ذلك جميع الموظفين والمقاولين وغيرهم من الموظفين ذوي الصلة، تدريبًا في أساسيات الأمن السيبراني ويخضعون لتدريب منتظم في ممارسات التطوير الآمن وتطبيق الذكاء الاصطناعي في اختبار البرامج.

المتطلبات

يبدأ تطوير كل منتج برمجي بتحديد متطلبات الأمان والخصوصية الخاصة به بوضوح. وتتشكل هذه المتطلبات من خلال عوامل مختلفة مثل نوع البيانات التي سيعالجها المنتج، والتهديدات الأمنية المعروفة، وأفضل الممارسات المعمول بها، والمعايير التنظيمية والصناعية، والدروس المستفادة من الحوادث السابقة. ونظرًا لأن تطوير البرامج عملية مستمرة، فإن متطلبات الأمان والخصوصية تتطور طوال دورة حياة المنتج، وتتكيف مع التغيرات في الوظائف ومشهد التهديدات المتغير باستمرار.

التصميم

في هذه المرحلة، يتم تطوير نماذج التهديدات للمساعدة في تحديد وتصنيف التهديدات بناءً على المخاطر الحالية والمحتملة. تبدأ هذه العملية بتحديد المكونات المختلفة للمنتج وكيفية تفاعلها في سيناريوهات وظيفية مختلفة، مثل المصادقة. تُستخدم مخططات تدفق البيانات لتمثيل تفاعلات تدفقات البيانات وأنواع البيانات والبروتوكولات وما إلى ذلك بصريًا. من المهم الحفاظ على تحديث نماذج التهديدات طوال دورة حياة المنتج، وتكييفها مع تطور البرنامج.

التنفيذ

يبدأ التنفيذ بقيام المطورين بكتابة التعليمات البرمجية وفقًا للخطة الموضوعة في المراحل السابقة. ومن الجيد تزويد المطورين بأدوات تطوير آمنة لدمج جميع متطلبات الخصوصية والأمان والوظائف في برامجهم. وقد تتضمن هذه الأدوات بيئات تطوير آمنة ومُجمِّعات وفحوصات أمان متكاملة.

التحقق

قبل إصدار الكود، يخضع لفحوصات وموافقات شاملة. تتم المراجعات اليدوية من قبل أفراد منفصلين عن مطوري الكود، مما يضمن الفصل الحيوي بين الواجبات لمنع أي شخص واحد من كتابة الكود وإصداره. تتضمن الخطوة أيضًا سلسلة من الفحوصات الآلية داخل خط أنابيب الالتزام، والتي تغطي جوانب مثل تحليل الكود الثابت والديناميكي، والتحليل الثنائي، ومسح بيانات الاعتماد والسرية، ومسح التشفير، والتحقق من صحة التكوين، والامتثال للبرامج مفتوحة المصدر.

النشر

قبل إطلاق البرامج في للانتاج، يتم إجراء مراجعة شاملة للتحقق مما إذا كانت ميزات الأمان المطبقة تتوافق مع المواصفات الأولية المحددة أثناء مرحلة التصميم. بالإضافة إلى ذلك، يتم تطوير خطة طوارئ لمعالجة خروقات نظام الأمان المحتملة. بدلاً من نشر الإصدارات لجميع المستخدمين في وقت واحد، يتم طرحها بشكل تدريجي لمجموعات أكبر حجمًا.

الاستجابة

بعد الإصدار، تخضع كافة البرامج والخدمات لتسجيل ومراقبة شاملة لتحديد مشكلات الأمان المحتملة.

أدوات DevSecOps الرئيسية

دعونا نستكشف الأدوات الأساسية لـ DevSecOps، ودمج مبادئ الأمان في كل مرحلة من مراحل عملية تطوير البرامج.

اختبار أمان التطبيقات الثابتة (SAST)

يتم إجراء التحليل الثابت في وضع “الصندوق الأبيض”، مما يتيح اكتشاف الثغرات الأمنية دون الحاجة إلى تشغيل الكود الفعلي. هذا النهج أكثر فعالية في المراحل المبكرة من التطوير، لأنه يفحص الكود المصدري بشكل مباشر، مما يوفر فرصة لدمج المحلل في خط أنابيب التطوير للفحص التدريجي. ومع ذلك، فهو ليس خاليًا من العيوب، مثل ارتفاع معدل الإيجابيات الخاطئة.

إن تنفيذ محلل كود ثابت يتماشى بشكل جيد مع مفهوم Shift Left، الذي يؤكد على إدخال الفحوصات في أقرب وقت ممكن في دورة حياة تطوير المنتج بدلاً من نهايته. يؤثر هذا التكامل المبكر بشكل كبير على تكلفة إصلاح العيوب المكتشفة. على سبيل المثال، في حين أن إصلاح الثغرات الأمنية التي تم تحديدها أثناء مرحلة التطوير قد يكلف X دولارًا، فإن معالجة هذه المشكلات في مرحلة إصدار المشروع قد تتفاقم إلى 10X دولارات، وإصلاحها بمجرد تشغيل النظام بالكامل قد يرتفع إلى 100X دولار.

اختبار أمان التطبيقات الديناميكي (DAST)

اختبار أمان التطبيقات الديناميكي (Dynamic Application Security Testing – DAST) هو أسلوب يستخدم لتقييم أمان التطبيقات أثناء تشغيلها. يعمل DAST على محاكاة هجمات فعلية على التطبيق لاكتشاف الثغرات الأمنية التي يمكن استغلالها من قبل المهاجمين. يتم تنفيذ هذا النوع من الاختبارات عادةً في مراحل متأخرة من دورة حياة التطبيق، بعد أن يكون التطبيق قيد التشغيل أو في بيئة تشبه الإنتاج.

مزايا DAST:

  1. اكتشاف الثغرات في الوقت الفعلي: DAST يفحص التطبيق أثناء تشغيله، مما يسمح باكتشاف الثغرات التي قد لا تظهر في التحليل الثابت (SAST).
  2. عدم الحاجة إلى الوصول إلى الكود المصدري: يمكن استخدام DAST دون الحاجة إلى الوصول إلى الكود المصدري للتطبيق، مما يجعله مناسبًا لاختبار التطبيقات التي لا يتوفر كودها المصدري.
  3. محاكاة الهجمات الحقيقية: DAST يحاكي هجمات فعلية، مما يساعد في تحديد نقاط الضعف التي يمكن استغلالها في بيئة حقيقية.
  4. دعم مجموعة واسعة من التقنيات: DAST يمكن أن يعمل مع تطبيقات ويب وخدمات ويب وتطبيقات الجوال، بغض النظر عن لغة البرمجة أو الإطار المستخدم.

عيوب DAST:

  1. اكتشاف الثغرات في مرحلة متأخرة: نظرًا لأن DAST يتم تنفيذه بعد تشغيل التطبيق، فقد يتم اكتشاف الثغرات في مراحل متأخرة من التطوير، مما يجعل إصلاحها أكثر تكلفة وصعوبة.
  2. عدم القدرة على تحديد موقع الثغرة بدقة: DAST يحدد وجود الثغرة ولكن قد لا يحدد موقعها الدقيق في الكود المصدري، مما قد يجعل عملية الإصلاح أكثر تعقيدًا.
  3. اعتماده على تغطية الاختبار: إذا لم يتم تغطية جميع أجزاء التطبيق بالاختبارات، فقد يتم تفويت بعض الثغرات.

كيفية عمل DAST:

  1. فحص التطبيق: يتم إرسال طلبات مختلفة إلى التطبيق لمحاكاة أنواع مختلفة من الهجمات، مثل حقن SQL، واختراق الجلسات، وتجاوز سعة المخزن المؤقت، وغيرها.
  2. تحليل الاستجابات: يتم تحليل استجابات التطبيق لتحديد ما إذا كانت هناك ثغرات أمنية.
  3. تقرير النتائج: يتم إنشاء تقرير يوضح الثغرات المكتشفة ومدى خطورتها، مع توصيات لإصلاحها.

أدوات DAST الشائعة:

  • OWASP ZAP: أداة مفتوحة المصدر لاختبار أمان التطبيقات.
  • Burp Suite: أداة شائعة تستخدم لاختبار أمان تطبيقات الويب.
  • Acunetix: أداة متقدمة لاكتشاف الثغرات الأمنية في تطبيقات الويب.
  • Netsparker: أداة أخرى متخصصة في اكتشاف الثغرات الأمنية بشكل تلقائي.

DAST هو أسلوب فعال لاكتشاف الثغرات الأمنية في التطبيقات أثناء تشغيلها، ويمكن أن يكون مكملاً لأساليب أخرى مثل SAST (اختبار الأمان الثابت) لضمان تغطية شاملة لأمان التطبيق. ومع ذلك، يجب استخدامه كجزء من استراتيجية أمان شاملة تشمل أيضًا ممارسات التطوير الآمن واختبارات الأمان الأخرى.

اختبار أمان التطبيقات التفاعلية (IAST)

اختبار أمان التطبيقات التفاعلية (IAST) هو أسلوب حديث وفعّال لاكتشاف الثغرات الأمنية في التطبيقات أثناء عملية التطوير والاختبار. يعتمد IAST على تقنيات المراقبة الديناميكية لتحليل سلوك التطبيق في الوقت الفعلي أثناء تنفيذه، مما يسمح بتحديد نقاط الضعف الأمنية بدقة عالية.

كيف يعمل IAST؟

  1. التكامل مع بيئة التشغيل: يتم دمج IAST مع بيئة التطوير أو الاختبار، حيث يعمل كجزء من التطبيق أثناء تنفيذه.
  2. مراقبة السلوك: يراقب IAST التدفقات والوظائف داخل التطبيق، ويحلل البيانات والتفاعلات بين المكونات.
  3. الكشف عن الثغرات: باستخدام قواعد أمان محددة مسبقًا، يكتشف IAST الثغرات مثل حقن SQL، وثغرات XSS، ومشاكل التحكم في الوصول، وغيرها.
  4. توفير تقارير مفصلة: يقدم IAST تقارير تفصيلية عن الثغرات المكتشفة، بما في ذلك موقعها في الكود وتوصيات لإصلاحها.

مميزات IAST:

  • دقة عالية: يقلل من الإيجابيات الكاذبة مقارنة بأساليب الاختبار التقليدية.
  • التكامل السلس: يعمل مع أدوات التطوير والاختبار الحالية دون الحاجة إلى تغييرات كبيرة.
  • الكشف في الوقت الفعلي: يوفر نتائج فورية أثناء تنفيذ التطبيق.
  • تغطية واسعة: يمكنه اختبار جميع طبقات التطبيق، بما في ذلك الواجهة الأمامية والخلفية.

تحديات IAST:

  • التعقيد: يتطلب تكاملاً مع بيئة التطوير وقد يحتاج إلى تكوين مخصص.
  • التكلفة: قد تكون أدوات IAST مكلفة مقارنة بأساليب الاختبار الأخرى.
  • الاعتماد على تغطية الاختبار: يعتمد على جودة وفعالية اختبارات التطبيق لاكتشاف الثغرات.

استخدامات IAST:

  • التطبيقات الحديثة: مثالي للتطبيقات التي تستخدم تقنيات مثل الحاويات والواجهات البرمجية (APIs).
  • التطوير المستمر: يُستخدم في بيئات التطوير المستمر (CI/CD) لضمان الأمان في كل مرحلة.
  • الامتثال للمعايير: يساعد في تحقيق الامتثال لمعايير الأمان مثل OWASP وPCI-DSS.

أدوات IAST الشائعة:

  • Contrast Security
  • Veracode
  • HCL AppScan
  • Synopsys Seeker

باختصار، IAST هو أسلوب قوي وفعّال لتحسين أمان التطبيقات من خلال الكشف المبكر عن الثغرات أثناء عملية التطوير، مما يساعد في تقليل التكاليف وتحسين جودة التطبيقات.

تحليل تركيب البرمجيات (SCA)

تحليل تركيب البرمجيات (Software Composition Analysis – SCA) هو عملية فحص وتحليل المكونات البرمجية المستخدمة في تطوير التطبيقات لتحديد المكونات مفتوحة المصدر (Open Source) والتبعيات (Dependencies) المرتبطة بها. الهدف الرئيسي من SCA هو تحديد الثغرات الأمنية، المشاكل الترخيصية، والمخاطر الأخرى المرتبطة باستخدام هذه المكونات.

أهداف تحليل تركيب البرمجيات:

  1. الكشف عن الثغرات الأمنية: تحديد نقاط الضعف المعروفة في المكونات مفتوحة المصدر أو المكتبات المستخدمة.
  2. الامتثال للتراخيص: التأكد من أن استخدام المكونات مفتوحة المصدر يتوافق مع شروط الترخيص الخاصة بها.
  3. إدارة التبعيات: فهم العلاقات بين المكونات المختلفة وإدارة التحديثات والإصدارات.
  4. تحسين الجودة: تحسين جودة البرمجيات من خلال تحديد المكونات القديمة أو غير المدعومة.

خطوات تحليل تركيب البرمجيات:

  1. جرد المكونات: تحديد جميع المكونات مفتوحة المصدر والتبعيات المستخدمة في المشروع.
  2. تحليل الثغرات: استخدام قواعد بيانات الثغرات الأمنية (مثل NVD – National Vulnerability Database) لمقارنة المكونات المستخدمة مع الثغرات المعروفة.
  3. فحص الترخيص: تحليل تراخيص المكونات مفتوحة المصدر للتأكد من توافقها مع سياسات الشركة أو المشروع.
  4. تقييم المخاطر: تقييم مستوى الخطورة المرتبط بكل ثغرة أو مشكلة ترخيص.
  5. الإبلاغ والتوصيات: تقديم تقرير شامل عن النتائج مع توصيات لإصلاح المشكلات المكتشفة.

أدوات تحليل تركيب البرمجيات:

هناك العديد من الأدوات المتخصصة في SCA، ومن أشهرها:

  • WhiteSource: أداة متكاملة لإدارة المكونات مفتوحة المصدر والكشف عن الثغرات.
  • Black Duck: تقدم تحليلًا شاملاً للثغرات الأمنية والتراخيص.
  • Snyk: تركز على اكتشاف الثغرات الأمنية وإصلاحها في التبعيات.
  • Dependabot: أداة مدمجة مع GitHub لاكتشاف التبعيات القديمة أو غير الآمنة.
  • Sonatype Nexus: تقدم إدارة للمكونات البرمجية وتحليلًا للثغرات.

فوائد تحليل تركيب البرمجيات:

  • تحسين الأمان: تقليل مخاطر الاختراقات الأمنية من خلال اكتشاف الثغرات وإصلاحها.
  • الامتثال القانوني: تجنب المشاكل القانونية المرتبطة بانتهاك التراخيص.
  • تقليل التكاليف: تجنب التكاليف المرتبطة بإصلاح المشكلات الأمنية أو القانونية في مراحل لاحقة.
  • تحسين الكفاءة: إدارة أفضل للتبعيات والمكونات البرمجية.

التحديات:

  • تعقيد التبعيات: في المشاريع الكبيرة، قد يكون هناك عدد كبير من التبعيات مما يجعل التحليل معقدًا.
  • التحديثات المستمرة: المكونات مفتوحة المصدر يتم تحديثها باستمرار، مما يتطلب متابعة مستمرة.
  • الدقة: قد تظهر نتائج إيجابية خاطئة (False Positives) أو سلبية خاطئة (False Negatives) في بعض الأدوات.

تحليل تركيب البرمجيات (SCA) هو جزء أساسي من عملية تطوير البرمجيات الحديثة، خاصة مع الاعتماد المتزايد على المكونات مفتوحة المصدر. يساعد SCA في ضمان أمان البرمجيات، الامتثال للتراخيص، وإدارة فعالة للتبعيات، مما يؤدي إلى تحسين جودة البرمجيات وتقليل المخاطر.

أدوات وتقنيات أخرى

تشكل الأدوات المذكورة أعلاه الحد الأدنى المطلوب لضمان إصدار تطبيقات آمنة. ولتعظيم جهودك الأمنية، من الجيد أيضًا استخدام تقنيات وأدوات إضافية يمكنها دعم وتعزيز عملية التطوير الآمنة. وفيما يلي بعض منها:

مسح البنية التحتية كرمز (IaC)

مسح البنية التحتية كرمز (Infrastructure as Code – IaC) هو عملية استخدام ملفات نصية (عادةً بتنسيق YAML أو JSON أو HCL) لوصف وإدارة البنية التحتية للأنظمة بدلًا من القيام بذلك يدويًا. تُستخدم أدوات مثل Terraform وAnsible وCloudFormation وPulumi لتنفيذ هذه الملفات وإنشاء البنية التحتية تلقائيًا.

خطوات مسح البنية التحتية كرمز:

  1. تحديد الأدوات المستخدمة:
    • حدد الأدوات التي تم استخدامها لإنشاء البنية التحتية (مثل Terraform أو CloudFormation).
  2. الوصول إلى ملفات التكوين:
    • قم بالوصول إلى ملفات التكوين (IaC) التي تم استخدامها لإنشاء البنية التحتية. هذه الملفات تحتوي على وصف كامل للبنية التحتية.
  3. تنفيذ أمر المسح:
    • استخدم الأوامر المناسبة للأداة المستخدمة لحذف البنية التحتية. على سبيل المثال:
      • Terraform:terraform destroy
      • AWS CloudFormation:aws cloudformation delete-stack --stack-name <stack-name>
      • Ansible:
        • قد تحتاج إلى كتابة playbook خاص لحذف الموارد.
  4. التحقق من الحذف:
    • بعد تنفيذ الأمر، تحقق من أن جميع الموارد قد تم حذفها بنجاح. يمكنك استخدام واجهة المستخدم الرسومية (GUI) للأداة السحابية أو الأوامر الطرفية للتحقق.
  5. حذف ملفات التكوين (اختياري):
    • إذا كنت تريد حذف ملفات التكوين أيضًا، يمكنك حذفها من نظام الملفات الخاص بك.

أمثلة على أوامر الحذف:

  • Terraform:terraform destroyهذا الأمر سيحذف جميع الموارد التي تم إنشاؤها بواسطة Terraform.
  • AWS CloudFormation:aws cloudformation delete-stack --stack-name my-stackهذا الأمر سيحذف الـ stack المحدد وجميع موارده.
  • Azure Resource Manager (ARM):az group delete --name myResourceGroupهذا الأمر سيحذف مجموعة الموارد وجميع الموارد الموجودة داخلها.

نصائح:

  • النسخ الاحتياطي: قبل حذف البنية التحتية، تأكد من أخذ نسخة احتياطية من أي بيانات مهمة.
  • الاختبار: يمكنك اختبار عملية الحذف في بيئة غير إنتاجية أولاً لتجنب أي أخطاء.
  • التوثيق: قم بتوثيق عملية الحذف لأغراض المراجعة والمستقبل.

مسح البنية التحتية كرمز يُعد جزءًا مهمًا من إدارة البنية التحتية الحديثة، حيث يسمح بإدارة دورة حياة الموارد بشكل فعال وآمن.

فحص أمان الحاويات

فحص أمان الحاويات (Container Security Scanning) هو عملية تحليل الحاويات (مثل تلك التي تعتمد على Docker أو Kubernetes) لاكتشاف الثغرات الأمنية والمشاكل المحتملة في الصور والحاويات العاملة. الهدف هو ضمان أن الحاويات آمنة قبل نشرها في البيئات الإنتاجية. فيما يلي خطوات وأدوات لفحص أمان الحاويات:

خطوات فحص أمان الحاويات:

  1. فحص صور الحاويات (Container Images):
    • قبل تشغيل الحاوية، يجب فحص الصورة التي تم بناؤها للتأكد من خلوها من الثغرات الأمنية.
    • يتم فحص الطبقات (Layers) التي تتكون منها الصورة، بما في ذلك التبعيات (Dependencies) والبرامج المثبتة.
  2. فحص الحاويات العاملة (Running Containers):
    • بعد تشغيل الحاوية، يجب مراقبة سلوكها للتأكد من أنها لا تنفذ أنشطة مشبوهة أو تصل إلى موارد غير مصرح بها.
  3. فحص إعدادات الحاوية:
    • التأكد من أن الحاوية تعمل بأقل صلاحيات ممكنة (Principle of Least Privilege).
    • التحقق من أن إعدادات الأمان مثل AppArmor أو SELinux مفعلة.
  4. فحص الشبكة:
    • التأكد من أن الحاوية لا تفتح منافذ غير ضرورية أو تتصل بخدمات غير آمنة.
  5. فحص التبعيات والبرامج المثبتة:
    • التأكد من أن جميع البرامج والتبعيات المثبتة في الحاوية محدثة وخالية من الثغرات.

أدوات فحص أمان الحاويات:

  1. Clair:
    • أداة مفتوحة المصدر لفحص صور الحاويات لاكتشاف الثغرات.
    • تُستخدم غالبًا مع Docker وKubernetes.
  2. Trivy:
    • أداة سريعة وبسيطة لفحص الثغرات في صور الحاويات.
    • تدعم العديد من أنظمة التشغيل واللغات.
  3. Anchore Engine:
    • أداة متقدمة لفحص صور الحاويات وتقييمها مقابل سياسات أمان مخصصة.
  4. Sysdig Secure:
    • أداة متكاملة لفحص الحاويات ومراقبتها في الوقت الفعلي.
    • تدعم Kubernetes وDocker.
  5. Aqua Security:
    • منصة شاملة لأمان الحاويات، تشمل فحص الصور ومراقبة الحاويات العاملة.
  6. Docker Bench for Security:
    • أداة لفحص إعدادات Docker وفقًا لأفضل الممارسات الأمنية.

أفضل الممارسات لأمان الحاويات:

  1. استخدام صور أساسية موثوقة:
    • استخدم صورًا أساسية من مصادر موثوقة مثل Docker Hub الرسمي أو Red Hat.
  2. تقليل حجم الصور:
    • قلل عدد الطبقات في الصورة وأزل أي برامج غير ضرورية لتقليل سطح الهجوم.
  3. تحديث البرامج بانتظام:
    • تأكد من أن جميع البرامج والتبعيات في الحاوية محدثة.
  4. تشغيل الحاويات بصلاحيات محدودة:
    • تجنب تشغيل الحاويات كـ “root” واستخدم مستخدمين غير مميزين.
  5. فحص الصور في مرحلة CI/CD:
    • أدمج فحص الأمان في خطوط أنابيب CI/CD لاكتشاف الثغرات قبل نشر الحاويات.
  6. مراقبة الحاويات العاملة:
    • استخدم أدوات المراقبة لاكتشاف أي أنشطة مشبوهة في الحاويات العاملة.
  7. تطبيق سياسات الشبكة:
    • استخدم أدوات مثل Network Policies في Kubernetes لتقييد اتصالات الحاويات.

الإدارة السرية

إن التأكد من إدارة الأسرار، مثل كلمات المرور والرموز والمفاتيح، والوصول إليها بشكل آمن أمر حيوي لحماية الوصول إلى التطبيقات وقواعد البيانات والخدمات أثناء التطوير.

إدارة الوصول والهوية (IAM)

إدارة الوصول والهوية (Identity and Access Management – IAM) هي مجموعة من الممارسات والأدوات التي تتحكم في كيفية تعامل المستخدمين والأنظمة مع الموارد داخل بيئة تقنية. الهدف من IAM هو ضمان أن الأشخاص والأنظمة المناسبة فقط لديها الوصول الصحيح إلى الموارد المناسبة في الوقت المناسب.

مكونات IAM الرئيسية:

  1. الهوية (Identity):
    • تعريف المستخدمين أو الأنظمة (مثل الخدمات أو التطبيقات) بشكل فريد.
    • يتم ذلك عادةً من خلال إنشاء حسابات مستخدمين أو هويات رقمية.
  2. المصادقة (Authentication):
    • عملية التحقق من هوية المستخدم أو النظام.
    • أمثلة: كلمات المرور، المصادقة الثنائية (2FA)، البصمة، أو الشهادات الرقمية.
  3. الترخيص (Authorization):
    • تحديد ما يمكن للمستخدم أو النظام القيام به بعد المصادقة.
    • يتم ذلك من خلال سياسات الصلاحيات والأدوار (Roles).
  4. إدارة الأدوار (Role Management):
    • تعيين الأدوار للمستخدمين أو الأنظمة بناءً على وظائفهم أو احتياجاتهم.
    • مثال: دور “مدير النظام” قد يكون لديه صلاحيات أكبر من دور “المستخدم العادي”.
  5. التدقيق والمراقبة (Auditing and Monitoring):
    • تسجيل أنشطة الوصول والتحقق منها لضمان الامتثال للسياسات الأمنية.
    • يساعد في اكتشاف الأنشطة المشبوهة أو غير المصرح بها.

أفضل الممارسات في IAM:

  1. مبدأ أقل صلاحيات (Principle of Least Privilege):
    • منح المستخدمين والأنظمة الحد الأدنى من الصلاحيات اللازمة لأداء مهامهم.
  2. المصادقة المتعددة العوامل (MFA):
    • إضافة طبقة أمان إضافية عن طريق طلب أكثر من طريقة مصادقة (مثل كلمة المرور ورمز OTP).
  3. إدارة الأدوار بدلًا من الصلاحيات الفردية:
    • تعيين الأدوار للمستخدمين بدلًا من منح الصلاحيات بشكل فردي، مما يسهل الإدارة.
  4. مراجعة الصلاحيات بانتظام:
    • إجراء مراجعات دورية للتأكد من أن الصلاحيات الممنوحة لا تزال مناسبة.
  5. استخدام حلول IAM مركزية:
    • استخدام أدوات مثل AWS IAM أو Azure AD لإدارة الوصول عبر أنظمة متعددة.
  6. التدقيق والمراقبة المستمرة:
    • تسجيل أنشطة الوصول ومراقبتها لاكتشاف أي أنشطة مشبوهة.

أدوات IAM شائعة:

  1. AWS IAM:
    • خدمة إدارة الوصول والهوية من Amazon Web Services.
    • تتيح التحكم في الوصول إلى خدمات AWS.
  2. Azure Active Directory (Azure AD):
    • خدمة إدارة الهوية من Microsoft Azure.
    • تدعم المصادقة المتعددة العوامل وإدارة الأدوار.
  3. Google Cloud IAM:
    • أداة إدارة الوصول والهوية من Google Cloud.
    • تتيح التحكم في الوصول إلى موارد Google Cloud.
  4. Okta:
    • منصة متكاملة لإدارة الهوية والوصول.
    • تدعم التكامل مع العديد من التطبيقات والخدمات.
  5. Keycloak:
    • أداة مفتوحة المصدر لإدارة الهوية والوصول.
    • تدعم بروتوكولات مثل OAuth2 وOpenID Connect.

خطوات تنفيذ IAM:

  1. تحديد الموارد والأنظمة:
    • قم بجرد جميع الموارد والأنظمة التي تحتاج إلى حماية.
  2. إنشاء سياسات الوصول:
    • حدد من يمكنه الوصول إلى ماذا وبأي صلاحيات.
  3. تعيين الأدوار والصلاحيات:
    • قم بإنشاء أدوار مثل “مدير النظام” أو “المستخدم العادي” وعيّن الصلاحيات المناسبة.
  4. تنفيذ المصادقة المتعددة العوامل (MFA):
    • قم بتفعيل MFA لزيادة الأمان.
  5. مراقبة أنشطة الوصول:
    • استخدم أدوات التدقيق لتسجيل ومراجعة أنشطة الوصول.
  6. إجراء مراجعات دورية:
    • قم بمراجعة الصلاحيات والأدوار بانتظام للتأكد من أنها لا تزال مناسبة.

إدارة الوصول والهوية (IAM) هي عنصر أساسي في أي استراتيجية أمنية. من خلال تطبيق أفضل الممارسات واستخدام الأدوات المناسبة، يمكنك ضمان أن الوصول إلى الموارد يتم بشكل آمن وفعال.

تكامل الأدوات وتحسين سير العمل

أحد الأهداف الرئيسية لـ DevSecOps هو جعل الأمان جزءًا لا يتجزأ من عملية التطوير، مما يضمن عدم إعاقة تدابير الأمان لكفاءة التطوير بل تعزيزها. فيما يلي بعض النصائح من الخبراء لتحقيق ذلك:

الثقافة والتدريب

تتعلق DevSecOps بالتحول الثقافي بقدر ما تتعلق بالأدوات والعمليات. قبل الخوض في التكاملات الفنية، تأكد من أن عقلية فريقك تتوافق مع مبادئ DevSecOps. إن الاستخفاف بالجوانب الثقافية، مثل مقاومة التغيير، أو الخوف من زيادة عبء العمل، أو سوء فهم قيمة الأمان، يمكن أن يعيق التبني. يمكنك معالجة هذه التحديات من خلال تسليط الضوء على فوائد DevSecOps، والاحتفال بالنجاحات، وتعزيز ثقافة التعلم والتحسين المستمر.

يجب أن يكون المطورون على دراية بالفروق الدقيقة لأدوات الأمان المستخدمة وكيفية تفسير مخرجاتها. ويجب توفير التدريب والموارد بشكل منتظم، وتمكين المطورين بالمعرفة اللازمة لمعالجة مشكلات الأمان، وبالتالي تعزيز ثقافة الأمان الاستباقية.

يعتمد DevSecOps على كسر الحواجز بين فرق التطوير والعمليات والأمان. شجع الاجتماعات المنتظمة والمشاريع المشتركة والأهداف المشتركة لبناء فرق متماسكة تركز على ممارسات التطوير الآمنة.

الأدوات المستخدمة

اختر أدوات الأمان التي تتوافق مع احتياجاتك وتتكامل بسلاسة مع البنية الأساسية الحالية للتطوير والعمليات. اختر الأدوات التي توفر واجهات برمجة تطبيقات قوية ودعم CLI والتوافق مع خط أنابيب CI/CD، حيث تعد هذه الميزات ضرورية للتكامل السلس.

على الرغم من اتساع مجموعة أدوات الأمان المتاحة، تجنب نشرها في نفس الوقت. فقد يؤدي هذا النهج إلى ظهور عدد هائل من التنبيهات والعديد من النتائج الإيجابية الخاطئة، مما يؤدي إلى إرباك سير العمل لديك. بدلاً من ذلك، ابدأ باختيار استراتيجي للأدوات ذات التأثير العالي واضبط الإعدادات لتقليل الضوضاء غير الضرورية.

على الرغم من اتساع مجموعة أدوات الأمان المتاحة، تجنب نشرها في نفس الوقت. فقد يؤدي هذا النهج إلى ظهور عدد هائل من التنبيهات والعديد من النتائج الإيجابية الخاطئة، مما يؤدي إلى إرباك سير العمل لديك. بدلاً من ذلك، ابدأ باختيار استراتيجي للأدوات ذات التأثير العالي واضبط الإعدادات لتقليل الضوضاء غير الضرورية.

أعط الأولوية للأتمتة في استراتيجية الأمان الخاصة بك: قم بأتمتة تنفيذ عمليات فحص الأمان مثل SAST وDAST وIAST ضمن خط أنابيب CI/CD الخاص بك. تضمن هذه الأتمتة عمليات فحص أمان متسقة في كل مرحلة من مراحل تطوير التعليمات البرمجية ونشرها، مما يقلل بشكل كبير من التدخل اليدوي ويسرع دورة التطوير.

التحسين المستمر لـ DevSecOps

DevSecOps هي رحلة وليست وجهة. راجع بانتظام فعالية تكاملات الأدوات وسير العمل لديك. اجمع الملاحظات من جميع أصحاب المصلحة وحدد المقاييس لقياس فعالية ممارسات DevSecOps الخاصة بك، مثل عدد الثغرات الأمنية التي تم تحديدها ومعالجتها، والوقت المستغرق لإصلاح المشكلات الحرجة، وتكرار هجمات اليوم صفر وغيرها من الحوادث الأمنية. استخدم هذه المقاييس لإظهار قيمة DevSecOps وكن مستعدًا لتعديل الأدوات والعمليات والتدريب لتحسينها.

الإحصاءات مثيرة للقلق: فمعظم التطبيقات بها نقاط ضعف، وقد يستغرق إصلاحها أسابيع أو حتى أشهر، مما يوضح بوضوح أن الأساليب التقليدية غير كافية. وفي مواجهة مشهد التهديدات المتغير باستمرار، فإن تنفيذ ممارسات DevSecOps أمر ضروري، وليس مجرد أمر موصى به. إن تبني المزيج الصحيح من الأدوات والممارسات وعقلية التحول إلى اليسار يمكن أن يقلل بشكل كبير من مخاطر الضعف.


اكتشاف المزيد من بايثون العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top

اكتشاف المزيد من بايثون العربي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading